ناشدت السلطات السورية، الاتحاد الأوروبي، تقديم الدعم لإخماد حرائق الغابات المتواصلة لليوم السادس في ريف اللاذقية السوري، والتي أتت على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات، وفقاً لتقديرات أولية صادرة عن الأمم المتحدة.
وقال وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، في تصريحات لقناة «الإخبارية السورية»، اليوم، إن «طائرات إطفاء من قبرص ستتدخل اليوم للمساهمة في إطفاء النيران»، مضيفاً أن «فرقاً تركية وأردنية تشارك في عمليات إخماد الحرائق إلى جانب الطيران التركي والأردني واللبناني والطيران السوري، حيث شاركت أمس 16 طيارة في عمليات الإطفاء، والعدد قد يصل اليوم إلى 20 طائرة»
ورأى الصالح أن الرياح القوية تسببت الليلة الماضية في توسّع الحرائق إلى قرية الغسانية «فلك» بريف اللاذقية الشمالي، موضحاً أن الظروف الجوية تسهم بشكل كبير في امتداد الحرائق، إضافة إلى عدم وجود خطوط نار في الجبل، وعدم تأهيل الغابات ووجود الكثير من الأخشاب اليابسة، إضافة إلى انفجار مخلفات الحرب، ما يعيق التقدم والسيطرة الكاملة على الحريق.
وإذ شدد على أن الأولوية القصوى هي حماية المدنيين، أشار الصالح إلى أن «فرق الدفاع المدني تمكنت من إجلاء النساء والأطفال، وأخمدت النار بمشاركة شباب القرية الذين كانوا عوناً للفرق المختصة، وعملوا معهم يداً بيد».
الحرائق تهدد الغطاء النباتي
وتتزامن هذه الحرائق مع موجة حرّ شديدة تضرب المنطقة منذ مطلع تموز، ما فاقم اشتعال النيران في غابات ومناطق حرجية في كل من سوريا وتركيا، وأسفر عن خسائر مادية وبشرية كبيرة.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، فإن الحرائق أثرت في أكثر من خمسة آلاف شخص، بينهم نازحون، في أكثر من 60 تجمعاً سكانياً، فيما تم إخلاء ما لا يقل عن سبع بلدات كإجراء احترازي. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن النيران التهمت «ما يعادل أكثر من 3% من الغطاء الحرجي في سوريا».
وفي هذا السياق، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» في حزيران الماضي من أن سوريا لم تشهد «ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ ستين عاماً»، مشيرة إلى أن الجفاف الحاد يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.